القائمة الرئيسية

الصفحات

رؤية ترامب بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية : كيف سيتعامل مع الدول العربية وتركيا وإيران وروسيا؟

رؤية ترامب بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية : كيف سيتعامل مع الدول العربية وتركيا وإيران وروسيا؟



_بعد تجربة ترامب الأولى في البيت الأبيض برزت ملامح واضحة لنهج براغماتي يعتمد على المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة الأمريكية ومن المتوقع أن ينتهج أسلوبًا يعتمد على بناء علاقات تخدم مصالح أولويات الولايات المتحدة مع كل دولة في الشرق الأوسط والعالم وإليكم نظرة على التوجه المحتمل لترامب تجاه بعض الدول العربية وإيران وتركيا وروسيا:


السعودية: العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية دائمًا ما تستند إلى المصالح  المتبادلة خصوصًا في مجالات الطاقة والأمن ومن المتوقع أن يسعى ترامب لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين مع تركيز على مواجهة التهديدات الإقليمية مثل إيران وقد يلجأ إلى تطوير صفقات عسكرية واقتصادية ضخمة تعود بالفائدة على الطرفين بحيث تدفع المملكة العربية السعودية المال ويسهل ترامب صفقات الأسلحة إلى السعودية 



الإمارات العربية المتحدة: تعد الإمارات شريكًا استراتيجيًا لواشنطن ومن المرجح أن يبني ترامب علاقات أقوى مع الامارات  خاصة بعد موجة التطبيع مع إسرائيل التي قادتها في المنطقة وقد يسعى إلى توسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا والاستثمار ومكافحة التطرف في المنطقة خاصة أن الإمارات تسعى أن تكون لاعبا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط والعالم 


 _قطر: لقطر أهمية استراتيجية بسبب وجود قاعدة /العديد /العسكرية الأمريكية والتي تُعتبر حجر الزاوية للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط والتي استخدمتها أمريكا أثناء الغزو الأمريكي على العراق ومن المتوقع أن يحافظ ترامب على علاقات متينة معها مع توجيه بعض الضغوط لتعزيز التعاون الأمني والسياسي وذلك بضخ قطر الأموال وتحريك المعارضة السورية أو إسكاتها حسب المصالح الأمريكية والتي تعد قطر الداعم والمتحكم الأساسي الفصائل التي تعتبر نفسها فصائل إسلامية ك هيئة تحرير الشام 



_مصر: تمثل مصر حليفًا مهمًا للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب وفي الحفاظ على الاستقرار في المنطقة فقد يركز ترامب على تعزيز الدعم العسكري والأمني للقاهرة مع السعي لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية التي تعزز من استقرار البلاد وتبعدها عن الفرضى التي قد تتطيح بالحكومة الحالية الموالية ل أمريكا والمطبعة مع إسرائيل وخوفا من استلام الأخوان المسلمين إمام السلطة في مصر



- العراق: سيتجه ترامب على الأرجح للحد من النفوذ الإيراني في العراق وقد يعزز دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية من أجل تقليص دور الميليشيات المسلحة  ك ميشليشيا الحشد الشعبي وحزب الله العراقي والكثير من الميليشيات في العراق والتي تنشط في كل من العراق وسوريا وتحقيق المزيد من الاستقرار الداخلي



_سوريا: فيما يتعلق بالملف السوري قد يُبقي ترامب على التواجد العسكري الأمريكي بشكل محدود بغرض مراقبة الموقف وبحجة مكافحة الجماعات المسلحة المتطرفة كتنظيم الدولة وقد يعتمد على دعم الحلفاء الإقليميين مثل  الأحزاب الكردية والتي تعمل على شكل مرتزقة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة المناطق الاستراتيجية وحماية المنشآت النفطية دون تدخل أمريكي كبير 



_الأردن: العلاقات الأمريكية مع الأردن تمتاز بالاستقرار التقليدي ومن المرجح أن يدعم ترامب المملكة في استقرارها الداخلي عبر دعم اقتصادي مشروط بالإصلاحات والتي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك بتوصيات بريطانية والتي تعتبر الأردن بالنسبة للملكة المتحدة كمثابة الطفل المدلل



_لبنان: يتوقع أن يستمر ترامب في ممارسة ضغوطه على لبنان لمحاولة الحد من نفوذ حزب الله مع تقديم دعم اقتصادي مشروط بإجراء إصلاحات داخلية بالتزامن مع الضربات الغزو الإسرائيلي على مواقع ميليشيا حزب الله اللبناني



_ تركيا: من المتوقع أن يسعى ترامب إلى توازن صعب بين التنافس والتعاون خاصة في ظل التوترات بسبب ملفات عديدة مثل شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية S400  وعزم تركيا على الشراكة الاقتصادية مع دول البريكس وتدخل تركيا في كل من ليبيا وسورية والعراق ودول أخرى والقضايا الإقليمية ومن المحتمل أن تكون العلاقة مبنية على مصالح مشتركة محدودة خاصة مع تقدم تركيا في مجال الصناعات العسكرية والمسيرات  لترك مساحة للاحتواء والحوار



- إيران: بالنسبة لإيران من المرجح أن يواصل ترامب سياساته المتشددة تجاهها فقد يعود إلى سياسة (أقصى الضغوط) التي انتهجها في فترته الأولى خاصة مع تزامن الضربات الإسرائيلية على مواقع الميليشات الإيرانية في كل من سورية ولبنان واستهداف كبار القادة واغتيالهم ك قاسم سليماني وغيره مع فرض عقوبات إضافية ورفض أي اتفاق لا يحقق مصالح واضحة للولايات المتحدة  كما قد يسعى للضغط على إيران في ملفات الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية وأيقاف أي نشاط في مجال الطاقة النووية 



- روسيا: رؤية ترامب لروسيا ستظل غامضة بعض الشيء إلا أنه قد يتبنى نهجًا براغماتيًا يعتمد فيه على الحوار مع موسكو حين يتعلق الأمر بمصالح استراتيجية مشتركة بينما يحافظ على سياسات الردع لحماية المصالح الأمريكية وحلفائها في أوروبا والشرق الأوسط ويتمثل ذلك في استمر وزيادة الدعم اللوجستي لأوكرانيا مع استمرار الحوار الأمريكي الروسي وقد يكون هذا نهج تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية بغرض الحفاظ على الاستقرار وتحقيق السلام في العالم ومن جهةأخرى الضغط على الدول الأوربية لحقيق مكاسب أمريكية في الدول الأوربية وتعزيز التواجد الأمريكي في الدول الأوربية


-الخلاصة:

 يبدو أن ترامب سيواصل نهج المصالح الأمريكية المباشرة  محاولًا تكوين شبكة تحالفات تحقق استقرارًا أمنيًا واقتصاديًا يخدم الولايات المتحدة أولاً

  وكل دولة ستحظى بتعامل خاص وفقًا للملفات المشتركة ومدى انسجام سياستها مع الأجندة والسياسة الأمريكية ما يعكس براغماتية تضع المصالح الأمريكية في المقام الأول

 ولابد من الحديث عن ترامب شخصيا حيث يعد ذو شخصية مستقلة وصاحب قرار ولا يتستجيب لأي ضغوطات وينفذ أي شيئ يراه لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك يعتبر سببا لتخوف الكثير من الدول ومحاولة تجنب أي صدام مع الولايات المتحدة  وقال دوناد ترامب في أول لقاء له بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية أنه لن يبدأ الحروب ولكنه سينهيها فهل سيفعل ذلك 





تعليقات