القوى السياسية الوطنية الفاعلة في سوريا بعد سقوط الأسد
مع اقتراب الحديث عن سيناريوهات ما بعد نظام الأسد، تتجلى عدة قوى سياسية وطنية كأطراف رئيسية في الصراع المتوقع على السلطة في سوريا. هذه القوى تمثل توجهات متنوعة، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي المستقبلي.
1. المعارضة السياسية التقليدية:
تتألف هذه المعارضة من أحزاب وشخصيات كانت معروفة قبل اندلاع الثورة السورية.
من بين أبرز هذه القوى:
- الإخوان المسلمون: تتمتع بقاعدة شعبية واسعة وقد لعبت دورًا بارزًا في الحراك ضد النظام في الثمانينيات وفي الوقت الحاضر.
- إعلان دمشق: تجمع يهدف لبناء دولة ديمقراطية ويضم شخصيات مستقلة وممثلين عن أحزاب تاريخية كالحزب القومي.
- حزب الشعب الديمقراطي السوري: حزب يساري سوري ذو جذور عميقة في المعارضة .
2. القوى العسكرية الثورية بعد أكثر من عقد من الحرب، برزت قوى عسكرية ذات تأثير كبير. ومن المتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في السياسة السورية والأهم، ومن أهمها:
- هيئة تحرير الشام: رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية، قد تسعى لتقديم نفسها كقوة وطنية معتدلة ومجاراة المجتمع الدولي والمحلي.
- الجيش الوطني السوري: المدعوم من تركيا، يضم فصائل متعددة مثل فصيل السطان مراد وقد يتحول إلى كيان سياسي يسعى للمشاركة في الحكم القادم لسوريا.
3. القوى الكردية تمثل الأحزاب الكردية قوة مؤثرة في شمال شرق سوريا، وخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي يدير مناطق واسعة عبر الإدارة الذاتية. تسعى هذه القوى لضمان حقوقها السياسية والإدارية في أي نظام مستقبلي وتحويل الحكم من مركزي إلى فيدرالي.
4. القوى المدنية والمستقلة هناك شريحة واسعة من المثقفين والنشطاء الذين يمثلون صوت الشعب الباحث عن الحرية. من أبرز هذه القوى: - شخصيات مستقلة: مثل القضاة والمحامين وحتى فنانين الذين اكتسبوا احترامًا شعبيًا خلال الثورة.
- التجمعات المدنية: مثل المجالس المحلية التي لعبت دورا هاما في مساعدة الشعب وإدارته خلال الثورة و التي قد تتحول إلى قوى سياسية مؤثرة.
5. القوى الإسلامية المعتدلة تشمل هذه القوى مجموعات إسلامية تسعى لبناء نظام سياسي قائم على القيم الإسلامية دون تطرف، مثل:
- تيارات إسلامية وطنية مستقلة: لا تنتمي لتنظيمات كبيرة لكنها تحظى بدعم شعبي.
6. القوى العشائرية تؤدي العشائر السورية دورًا مهمًا في عدة مناطق، فهي تشكل نسبة كبيرة خاصة في الشرق والجنوب. من المتوقع أن تشكل تحالفات سياسية أو تفرض نفسها كقوة محلية ذات تأثير في أي نظام جديد.
7. التكتلات الشبابية الثورية يمثل الشباب الذين شاركوا في الحراك الثوري منذ بدايته قوة فاعلة في بناء مستقبل سوريا. قد يشكل هؤلاء الشباب أحزابًا جديدة تعكس تطلعات الجيل الجديد الثوري.
التحديات أمام القوى الوطنية :
رغم تنوع هذه القوى، تواجه سوريا مستقبلاً غامضًا بسبب:
- التنافس الإقليمي والدولي: التدخلات الأجنبية وتحرك المخابرات العالمية قد تؤثر على استقلال القرار الوطني.
الانقسامات الإيديولوجية: تفاوت كبير في الرؤى بين القوى المختلفة وتنوع وولاء هذه القوى لدول خارجية وأجندات أجنبية.
- إعادة الإعمار: الحاجة إلى توافق سياسي لتحقيق الاستقرار اللازم لبدء إعادة بناء البلاد.
خاتمة :
يتطلب الانتقال السياسي في سوريا بعد سقوط الأسد بناء تحالفات وطنية تتجاوز الإيديولوجيات والمصالح الضيقة وتحقيق لحمة وطنية حقيقية من أجل بناء دولة ذات سيادة حقيقية. ورغم تعقيد المشهد، تبقى الفرصة سانحة أمام السوريين لتجاوز العقبات وصياغة مستقبل مشرق قائم على الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية وأنت برأيك من هي القوى التي تستحق لقيادة سوريا الحرة الجديدة شاركنا بالتعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق